جولة في تاريخ الدراجة الهوائية

 جولة في تاريخ الدراجة الهوائية - دراجتي للدراجات الهوائية

 جولة في تاريخ الدراجة الهوائية

 قطع ركوب الدراجات الهوائية شوطًا طويلًا منذ بداياته المتواضعة في أوائل القرن التاسع عشر. بداية من الدراجات الخشبية في أوائل القرن التاسع عشر، إلى آلات السباق الأنيقة والديناميكية الهوائية في يومنا هذا. في هذه المقالة سوف نلقي نظرة على التاريخ الرائع لركوب الدراجات الهوائية.

  

نبذة عن تاريخ الدراجات الهوائية

اختراع الدراجات الهوائية يعود إلى أواخر القرن الثامن عشر ميلادي حيث كانت أول دراجة هوائية تسمى "الفرس الصغير" وهي عبارة عن عجلتين من الخشب موصولتان بقطعه حديديه لتثبيتهما، كانت الدراجة الهوائية وقتها بدون محور مسنن "الدواسات" ولتحريكها عليك الاعتماد على قوة دفع رجليك.

قيل إن الفنان الراحل الايطالي ليوناردو دافنشي صاحب لوحة الموناليزا الشهيرة هو من وضع تصورًا لشكل الدراجة الهوائية في القرن الخامس عشر، ولكن الفكرة لم تلق أي اهتمام. وفي عام 1791 جاء الكونيت دي سيفراك واخترع أول دراجة هوائية دون عجلة قيادة ولا فرامل حيث كانت مجرد عجلتين متصلتان بقاعدة خشبية وكانت تتحرك بالدفع والجري.

بفضل بعض المخترعين مثل الألماني درايس فون سامر براون الذي أضاف عجلة القيادة للدراجة الهوائية عام 1817، والمخترع ماك ميلان الذي ابتكر نظام الحركة المكون من الدواسات ومجموعة ناقل الحركة سنة 1839، ثم في سنة 1861 أدخل لفرنسي أرنست ميشو تطويرات على تصميم الدراجة الهوائية أهمها اختراع الفرامل.

في عام 1885 اخترع الإنجليزي جون كيمب ستارلي دراجة مصنوعة من صلب قوي وبها عجلتين بنفس الحجم وشكل يشبه الدراجة الهوائية الحالية، ليأتي الأيرلندي جون بويد دونلوب ويضيف الإطارات الهوائية عام 1888.

ليأتي بيير ميشو ويُركّب دواسات في العجلة الأمامية للتوقف المفاجئ، ويُغيّر شكل الدراجات الهوائية بجعل العجلة الأمامية أكبر من العجلة الخلفية.

  

تاريخ سباقات الدراجات الهوائية

أول سباق مُوثق للدراجات الهوائية كان سباق 1200 متر في 31 مايو عام 1868 في باريس وفاز به جيمس مور. كما فاز بأول سباق يغطي مسافة بين مدينتين هما باريس وروان، حيث قطع مسافة 123 كيلومترًا تقسم المدينتين في 10 ساعات و40 دقيقة.

أقدم نادي لسباق الدراجات الهوائية في الولايات المتحدة هو نادي سانت لويس لركوب الدراجات منذ عام 1887.

 

الدراجة الهوائية للترفيه

نُظمت سباقات ركوب الدراجات الهوائية من أجل الترفيه بعد فترة وجيزة من تنظيم السباقات الرسمية. بعد ثمانينيات القرن التاسع عشر عندما أصبح ركوب الدراجات الهوائية أسهل، تصاعدت صرخات الإنذار من احتمالية حدوث فوضى أخلاقية من هذا ومن تطور ملابس ركوب الدراجات الهوائية للنساء.

في الرابع من مارس 1915 تأسست جمعية بناء مسارات الدراجات الهوائية في هولندا لبناء بنية تحتية منفصلة لركوب الدراجات الهوائية.

وفي يومنا هذا نشهد عودة الدراجات الهوائية لأجا الترفيهية عن طريق عِدة شركات تلبي الطلب على هذا الاتجاه وتتخصص في الدراجات الهوائية ذات الطراز القديم التي نشأت في هولندا.

 

الدراجة الهوائية للذهاب إلى العمل

منذ تسعينيات القرن التاسع عشر والدراجات الهوائية تُستخدم للتنقل للعمل. وفقًا لموقع "ركوب الدراجة الهوائية للذهاب إلى العمل" (Bike to Work)، استمر استخدام الدراجة الهوائية لأجل الذهاب للعمل في الولايات المتحدة حتى عشرينيات القرن الماضي.

اليوم يستخدم الكثير من الناس الدراجات الهوائية للذهاب للعمل لأجل تحسين اللياقة البدنية وللحفاظ على البيئية وللتنزه. وفقًا لاستقصاء المجتمع الأمريكي لعام 2008 (ACS) التابع لمكتب الإحصاء الأمريكي والذي نُشر في 22 سبتمبر 2009، يستخدم 0.55% من الأمريكيين الدراجة الهوائية للذهاب إلى العمل، وهذا يمثل زيادة بنسبة 14 في المائة منذ عام 2007.

 

الدراجة الهوائية للسفر حول العالم

أراد العديد من راكبي الدراجات الهوائية استخدام الدراجة للسفر حول العالم. وكانت آني لندنديري أول من فعل ذلك في ثمانينيات القرن التاسع عشر، واستغرقت الرحلة 15 شهرًا. ثم قطع ستة رجال هنود مسافة 71000 كم حول العالم باستخدام الدراجة الهوائية في عشرينيات القرن الماضي.

 

الدراجات الهوائية للسيدات

لا ينبغي التقليل من تأثير الدراجة الهوائية على تحرر الإناث، فلقد أعطت الدراجة النساء تنقلًا غير مسبوق ما ساهم في مشاركتهن في حياة الدول الغربية.

نظرًا لأن الدراجات الهوائية أصبحت أكثر أمانًا وأرخص، أصبح بإمكان المزيد من النساء إليها، وبالتالي أصبحت الدراجة الهوائية ترمز إلى العصر الجديد للمرأة في أواخر القرن التاسع عشر خاصة في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

في عام 1895 كتبت فرانسيس ويلارد كتابًا بعنوان "كيف تعلمت ركوب الدراجة الهوائية"، وأشادت بالدراجة التي تعلمت ركوبها في أواخر حياتها لما لها من "تأثير مبهج" على صحتها وتفاؤلها.

بدأت إليزابيث روبينز بينيل ركوب الدراجات الهوائية في سبعينيات القرن التاسع عشر في فيلادلفيا، ومن ثمانينيات القرن التاسع عشر فصاعدًا سافرت بالدراجة حول أوروبا، بداية من رحلة كانتربري إلى فوق جبال الألب على دراجة. في عام 1895 أصبحت آني لندنديري أول امرأة تقود دراجة هوائية حول العالم.

 

 

لقد تطورت الدراجة الهوائية ومرت بمراحل مختلفة وتقنية وتوالت الإنجازات إلى أن وصلت لهذا الشكل، كما أن رياضة الدراجات الهوائية باتت لها شعبيه كبير في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وآسيا حيث تُنظم سباقات على مستوى عالمي وبرعاية الاتحاد العالمي الدراجات، فتاريخ ركوب الدراجات الهوائية رائع ويعكس تطور الاتجاهات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية لكل عصر.

لقد قطع ركوب الدراجات الهوائية شوطًا طويلاً منذ أيامه الأولى باعتباره وسيلة نقل، إلى وضعه الحالي باعتباره رياضة رئيسية وشكلًا شائعًا للترفيه. اليوم، مع مشاركة ملايين الأشخاص في رياضة ركوب الدراجات الهوائية ومع استمرار الابتكارات التكنولوجية، يبدو مستقبل ركوب الدراجات مشرقًا.

في النهاية، سواء كنت متسابقًا أو مجرد راكب دراجات هاوِ، في المرة القادمة التي تنطلق فيها على بدراجتك، يجدر بك التفكير مليًا في الرحلة المذهلة التي أتت بك إلى هنا وتقدير التطورات التكنولوجية والاجتماعية المذهلة التي حققتها.

 

RELATED ARTICLES

اترك تعليقا