فوائد ركوب الدراجة الهوائية لصحة العقل

لصحة الدماغ والصحة العقلية:

 يعد ركوب الدراجات بلا شك أحد أفضل أشكال التمارين الشاملة التي تعود بالفائدة على الانسان جسدياً ونفسياً، علاوة على فائدتها البيئية والمجتمعية.

إن انخفاض ضغط الدم وتحسين قدرة القلب والأوعية الدموية وحرق الدهون ليست سوى عدد قليل من الفوائد العديدة المعروفة لجسمنا والتي يمكن أن تأتي مع ركوب الدراجة.

ما قد لا يكون واضحًا على الفور هو تأثير ركوب الدراجات على صحتنا العقلية. كيف يمكن لركوب الدراجات أن يحسن صحتك العقلية؟

لوحظ في السنوات الأخيرة تزايد عدد راكبي الدراجات الهوائية في عدد من دول العالم، ففي المملكة المتحدة زادت نسبة راكبي الدرجة الهوائية بنسبة 19% في عام 2020 وحدة، قد يكون ذلك أثر غير مباشر لانتشار كوفيد 19، ومع الأيام يتطلع المزيد والمزيد لاستخدام الدراجة الهوائية بدلا من وسائل النقل العام والحفاظ على النشاط الجسدي.

ولكن ما مقدار ما يمكن أن يفعله ركوب الدراجات في الواقع لصحتنا العقلية؟

  • ركوب الدراجات يعزز ذاكرتك ومنطقك:

يمكن أن تكون جميع التمارين الرياضية مفيدة للدماغ لأنها تساعد في الحفاظ على تدفق الدم إلى العضو وتزويده بالعناصر الغذائية والأكسجين.
غالبًا ما يجد الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام أن حكمهم وتعلمهم وتفكيرهم يظل بحالة جيدة مع تقدمهم في العمر. لكن ليس كبار السن فقط هم من يستفيدون من هذا الرابط بين التمارين البدنية ووظيفة الدماغ حتى الصغار يدّعون أن ركوب الدراجة يمكن أن يساعد في عمليات تفكيرهم.

 

في دراسة أجريت عام 2013، قام مجموعة من الشباب الأصحاء بممارسة ركوب الدراجة بوتيرة معتدلة لمدة 30 دقيقة. أكملت المجموعة سلسلة من الاختبارات قبل التمرين وبعده. ووجدت الدراسة أنه بعد التمرين الذي استمر

 30 دقيقة، سجلوا درجات أعلى في الذاكرة والتخطيط والاستدلال وتمكنوا من إكمال الاختبارات بشكل أسرع مما كان عليه قبل التمرين.

  • ركوب الدراجات يحسن قوة عقلك:

هناك سبب وجيه لإظهار الدراسات أن مهاراتنا العقلية قد تحسنت بعد ركوب الدراجة، الأمر كله يتعلق "بالمادة البيضاء" في أدمغتنا. المادة البيضاء، الموجودة تحت سطح الدماغ، تعمل كقناة تربط مناطق مختلفة من الدماغ معًا مثل نظام مترو أنفاق دماغي.

أظهرت أدلة من دراسة هولندية أجريت عام 2014 على مدى ستة أشهر أن الأشخاص الذين يتنقلون بانتظام يزيدون من سلامة المادة البيضاء لديهم وتساعد الزيادة في عمل عقلك على العمل بشكل أكثر سلاسة، وهو أمر رائع لأي حل مشكلة قد تضطر إلى مواجهته في العمل.

أجرى باحثون في جامعة غوته بمدينة فرانكفورت ونشرت نتائج الدراسة في دورية "Translational Psychiatry"، حيث أظهرت الدراسة الألمانية حديثة أن ممارسة الرياضة البدنية بانتظام كركوب الدراجات تحمي خلايا الدماغ من التلف، وتقي من الضعف الادراكي والشيخوخة.

وفحص الباحثون أدمغة 60 شخصا تتراوح أعمارهم بين 65 و85 عاما. وقيم الخبراء أداء المشاركين من حيث الحركة والأداء المعرفي وصحة القلب، مستخدمين التصوير بالرنين المغناطيسي.

وبعد الفحص قام المشاركون بممارسة رياضة ركوب الدراجة لمدة 30 دقيقة في المتوسط ثلاث مرات أسبوعيا على مدى 12 أسبوعا.

ووجد الباحثون أن ممارسة الرياضة البدنية كان لها أثر ايجابي من ناحية الأداء المعرفي على أدمغة المشاركين في الدراسة، اضافة الى تعزيز كفاءة القلب واللياقة البدنية.

وأظهرت النتائج أن النشاط البدني أدى إلى تقليل في فقد الخلايا العصبية في الدماغ، وهي حالة تحدث عادة كمقدمة للإصابة بالزهايمر.

  • ركوب الدراجات وأثرها على كيمياء المخ:

تم دعم البحث من خلال دراسة سابقة عن الركاب أجرتها جامعة إيست أنجليا في عام 2014. وخلص هذا التقرير إلى أن أولئك الذين يركبون الدراجات ويمشون إلى العمل يتعرضون لضغوط أقل وكانوا قادرين على التركيز أكثر من أولئك الذين يتنقلون بالسيارة.

 وجدت الدراسة نفسها أيضًا أن الركاب الذين قاموا "بالتبديل من أربع عجلات إلى عجلتين" أفادوا أنهم شعروا بسعادة أكبر نتيجة لذلك، أي أنها أحدثت تغيراً في كيمياء المخ وساعدت على إطلاق هرمونات السعادة.

وقد أظهرت إحدى الدراسات أن أقل من ساعة من ركوب الدراجات يساعد الجسم على إنتاج مادة endocannabinoid anandamide (AEA).  هذه مادة كيميائية تحدث بشكل طبيعي وتساعد على تنظيم العديد من الأشياء داخل جسم الإنسان، بما في ذلك الإجهاد.

أخيراً: عزيزي القارئ هل اتخذت قراراً لركوب دراجتك ونيل كل هذه الفوائد؟

RELATED ARTICLES

اترك تعليقا